السبت، 30 مايو 2009

مميزات القصة القصيرة واتجاهاتها
القصة فن سردي يتصف بمجموعة من القواعد والخصائص التي تميزه عن باقي الانواع السردية الاخرى حيث ظهر هذا الفن في اوربا خصوصا في القرنين 8و9 وهو يحيل على شكل سردي محدد يتصف بالاختزال والتكثيف ويركز فيه الكاتب على لحظة زمنية خاصة،يعبر من خلالها عن موقف معين،أما في العالم العربي ،فلم يعرف الا في بداية القرن العشرين وذلك عن طريق المثاقفة والترجمة والصحافة ،فلعب دورا فعالا في خدمة قضايا ه الاجتماعية والقومية ، وأهم رواده محمود تيمور يوسف ادريس ومن اهم النقاد الذين عرفوا بفن القصة واتجاهاتها الفنية شكري عياد واحمد اليابوري وسعيد يقطين ومحمد برادة ثم محمد عزام الذي اهتم في كتاباته بقضايا تتعلق بالشكل الفني للقصة ومن مؤلفاته البطل الالشكالي في الرواية العربية المعاصرة- التحليل الالسني للادب- ثم اتجاهات القصة المعاصرة في المغرب الذي أخذ منه هذا النص والذي يحمل عنوان مميزات القصة القصيرة واتجاهاتها ،انه يحيلنا الى فترة 60و70 التي شهدت تحولا في مسيرة القصة القصيرة فجاءت تتيجة الازمات الثقافية والتحولات الاجتماعية الغير المحتملة التي أدت الى احساس الكاتب بالاغتراب مما جعله يتخذ من القصة القصيرة وسيلة للتعبير لانها تقوم على تصوير موقف معين من زاوية معينة وبطريقة تميل الى الانكماش فتعتمد على الجمل الوصفية الدقيقة التي تصور الواقع الداخلي والخارجي اعتمادا على مبدأ الوحدة والتكثيف وانطلاقا من هذه الفرضية ان قضية النص المحورية التي يعالجها الكاتب هو التعريف بالقصة واختلاف مناهجها واتجاهاتها .فما مقصدية الكاتب من طرح هذه القضية؟ وكيف عبر عنها فنيا؟
مهارة الفهم ان نشأة القصة في الوطن العربي منذ 50 كان نتيجة لمجموعة من المتغيرات التي عرفتها المجتمعات العربية خاصة في صراعهم مع المستعمر فراح كتابها يبحثون عن ادب جديد يواجهون به الاستعمار فكان ظهورها تعبيرا عن مخاض فكري جديد ومن ثم تمثل ظهور القصة مع تصاعد البورجوازية التي حققت قدرا من الوجود في بداية القرن 20 فجاءت القصة ملبية لذلك القلق الانساني السائد في المجتمعات العربية حيث أن استمرار وجود القصة القصيرة مرهون بذلك القلق فكان على الكتاب أن يبحثوا دائما عن بنية جديدة لها أكثر تطورا ودلالة للتعبير عن الواقع المتغيروهكذا أن ازدهار فن القصة القصيرة كان تلبية لحاجات الطبقات الدنيا الاخذة في النمووالتزايد أما من حيث الكم فحددها ادغار الن بو انها تتطلب في قراءتها من ساعة الى ساعتين قراءة دقيقة كما أشار الكاتب الى التمييز بين الرواية والقصة فوضح أن كاتب الرواية ينظر الى الحياة من جميع الأقطار فتتعدد الشخصيات والاحداث وتتداخل الأزمان وتتباين أما كاتب القصة فينظر من زاوية واحدة الى شخصية واحدة في عمل واحد ومكان واحد أما أوجه الاتفاق فانهما ينبعان من منبع واحد وهو فن القص ويشتركان في عنصري السرد والحكاية.رصد الناقد محمد عزام الى مختلف مناهج القصة القصيرة انطلاقا من منهج القصة التقليدية حيث يحرص كتابها على الحادثة والسرد والأسلوب أي القول كل شيء بدقة وتفصيل ثم منهج يركز على الشخصية ويجعلها محورا تدور حولها الأحداث ثم منهج الاهتمام بالعاطفة الإنسانية أو التركيز على الرمزية والأسطورة وأخيرا يؤكد على أن القصة القصيرة تعتمد على رؤية خاصة تهتم بالتعبير عن الوضع النفسي والواقع الاجتماعي للكاتب .
التحليل الإشكالية المطروحة:طرح الكاتب إشكالية تجنيس القصة القصيرة من حيث ماهيتها فذكر أنها عرفت في تعاقبها الجمالي والكرنولوجي أربع مراحل فنية هي مرحلة التأسيس ومرحلة التجريب ومرحلة التأصيل ثم مرحلة التجنيس فينبني فن القصة القصيرة على شعرية الصورة البلاغية والتركيب الشاعري والدرامي السردي واستغلال بلاغة الانزياح واستخدام الذاكرة ومخاطبة الذهن وتنويع الأزمنة السردية والصياغات الأسلوبية واللغوية ومن أهم القضايا الدلالية التي تطرقت إليها القصة القضايا السياسية والاجتماعية والهموم المحلية والوطنية والقومية .
المفاهيم والقضايا: تضمن النص العديد من المفاهيم النقدية والاجتماعية نذكر منها العلوم الألسنية يعود تاريخها إلى القرن 20 وهو علم يرتكز على الأسس العلمية المبنية على التجربة والملاحظة والاستنتاج مع ربطها بالعلوم الأخرى مثل علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة وهو علم أصبح يهتم به جميع الأدباء والكتاب من شعراء وقاصون المصطلح النقدي للقصة القصيرة :تشكلت ملامحه لدى النقاد منذ أكثر من خمسة عقود أوتزيد فالنقاد اصطلحوا على تسمية القصة الطويلة بالرواية وعندما تعددت أجزاؤها سموها الرواية الملحمية ثم أطلت علينا مؤخرا أنواع جديدة من القصة أطلق عليها النقاد بأسماء القصة القصيرة جدا-القصة الوميضة –القصة الصورة –القصة الخاطرة- تلقي القصة القصيرة ووظيفتها الاجتماعية إنها ترفض القارئ الذي يقرؤها قراءة سطحية وتتصالح مع القارئ الذي يتجاوز قراءة السطور محاولة التفسير والفهم وأخذ المعنى الضمني وعندها تكون القراءة عبارة عن حوار ممتع بين القارئ والقصة من أجل إعطاء معان متعددة من خلال التأويل الإطار المرجعي اعتمد الكاتب في عرضه لإشكالية النص على مرجعيات علم الاجتماع والأدب مثل قضايا مجتمعه العامة-ثم النقد الفني مثل فن درامي –رؤية الكاتب-الرؤية الفنية طرائق العرض:وظف الكاتب في هذا النص أساليب مثل التعريف بمقومات ومميزات القصة القصيرة واختلافها مع الرواية معتمدا على الوصف كوصفه ما تقوم به القصة والرواية خاصة من حيث الاتفاق السرد والحوار ثم الاختلاف في الشخصية اعتمد الكاتب في تصميمه المنهجي على مقدمة وعرض وخاتمة ففي المقدمة طرح نشأة القصة وبدايتها وفي العرض قام بتفسير الظواهر التي تقوم عليها القصة بالإضافة إلى ذكره لإعلام ورواد هذا الفن ثم أخيرا في الخاتمة أشار إلى كيفية كتابة القصة القصيرة من خلال استعمال اللغة التي هي عبارة عن رؤيا الكاتب
التركيب و التقويم يعتبر الكاتب أن فن القصة من الفنون الأدبية الحديثة التي الأدب العربي في هذا العصر فوجد المجتمع في القصة القصيرة ضالته لأنها تلائم روح العصر بكل تناقضاته وإشكالاته المختلفة لأنها تتخذ من المعاناة الإنسانية والمجتمع محورا لها تعالجه وتهتم به فالقصة القصيرة هي مساحة إبداعية تشتغل على أداة واحدة بمسميات متعددة التكثيف الرمزية التركيز الإيجاز الصورة الوظيفية ومن ثم يجب توفر القاص على تجربة حياتية مادة الحكي ورؤية للوجود وحدة الموضوع ومهارة في السرد تمكن من أدوات السرد والوصف والحوار

ليست هناك تعليقات: